vendredi 25 octobre 2013

التجمع الجاهز للانقضاض على السلطة… وسيبكون عليها كالنساء لأنهم لم يحافظوا عليها كالرجال

من المفارقات العجيبة والمريبة أن هذه المحنة التي تمر بها تونس وهذه الأزمة التي أحبطت الناس وخيبت ما تبقى من أملهم في الثورة...لم ترفع شعبية أحد من السياسيين الحاليين ولم تجعل الناس يرفعون صورة واسم أحد منهم...رغم نشاطهم البارز...ولم يربحوا المزيد من ثقة هؤلاء كما كانوا ينتظرون...بل بالعكس فقد أعادت صور بن علي ونشطت صفحاته ولمعت وحسنت صورته...وأصبح الكثيرون يجاهرون بوقاحة بحنينهم لبن علي وتحسرهم على عهده...
ورغم أن الظاهرة محدودة لكنها تتضخم وتكبر بفضل الأحداث المأساوية التي تحبط الناس...وكل ذلك يعني أن المزيد من صراعات السياسيين ومن انتهازيتهم وأنانيتهم وعنادهم وتعصبهم...سيزيد في خيبة أمل الناس ويرفع نسبة احباطهم...ولن يستفيد من ذلك سوى النظام السابق الذي يتغذى من المصائب والأزمات ويعود ولو رمزيا...وهو الجاهز للانقضاض على السلطة بتسميات وأقنعة جديدة أو بانقلاب مباغت ليس مستبعدا...قد يقلب الطاولة على الجميع بما فيهم طاولة الحوار الوطني المتعثر المتلعثم...ويخرج كل السياسيين سلطة ومعارضة بخفي حنين ولا يبقى لهم سوى الهامش...بعد أن يخسروا ونخسر الفرصة التاريخية التي أعطتها لنا الثورة...وسيبكون عليها كالنساء لأنهم لم يحافظوا عليها كالرجال...
ودرس مصر في البال حيث عادت الديكتاتورية بديكتاتور واحد يتوسلون اليه ليحكمهم...والتحق بقية السياسيين بمقاعد المتفرجين أو المتقاعدين....

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire