vendredi 25 octobre 2013

سكان جربة ينبذون التعصب





اشتهرت جزيرة جربة التونسية على مدى قرون بتسامحها وتنوعها الديني. فالجزيرة تحتضن كنيس الغريبة ، الأقدم في إفريقيا إلى جانب 18 كنيسا آخرا، وكنيستين مسيحيتين وعشرات المساجد. غير أن الأحداث الأخيرة عكّرت صفو أجواء التعايش السلمي، وبات السكان اليهود قلقين من الوضع الأمني المتدهور.
''حول العالم''  أجرت هذا الحوار مع آمنة ثابت، رئيسة الجمعية التونسية للدفاع عن الأقليات لمناقشة الوضع ومعرفة كيف يتصدى سكان جربة للمتطرفين.
حول العالم : هل هناك حملة منظمة ضد الأقليات الدينية أم أن الهجمات الأخيرة هي مجرد حوادث معزولة؟

وداهم الشخصان بيت الصّلاة التابع للمدرسة. ووقعت مشادّة مع مواطن يهودي الدّيانة جاء لاصطحاب ابنه للبيت، والذي حاول تهدئة المعتديين غير أنّ أحدهما هاجمه. وصرّح لي بأنه خشي على حياته منهما خاصّة وأنّ الشخص الثاني كان يلوّح بالآلة الحادّة التي يمسك بها. وبعد المشاجرة، تقدم المواطن التونسي اليهودي إلى مركز الأمن بشكوى وسرد وقائع الحادثة على أعوان الأمن الذين قاموا بتسجيل  الشكوى.
ثابت: 
بدأت الأحداث منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع حيث وقعت مداهمة المدرسة العبريّة في جربة من قبل شخصين قاما باقتلاع بوّابة المدرسة في وقت كان فيه الأطفال في الساحة الداخلية للمدرسة. والملاحظ أنّ أحد الشخصين كان يحمل آلة حادّة بغاية ممارسة العنف.
بعد أن لاحظ المشتكي عدم التعامل مع الواقعة بجديّة، أعلمهم أنّ لديهم تسجيل فيديو خاص بمراقبة كل ما يحصل داخل المدرسة، وهو حجّة إثبات بما حصل و نبههم إلى أن المدرسة قد تنشر هذا الشريط على الشبكات الاجتماعيّة. عندها طالب الأمن بتمكينه من نسخة من الشريط وهوما حصل بالفعل إلاّ أنّه لم يقع إيقاف المتّهمين ولم تتخذ أية إجراءات فعلية لمتابعة المعتدين.
بل إنّ أحدهما واصل اعتداءاته وترويعه للمواطنين من ذوي الدّيانة اليهوديّة، ومن ذلك أنّه عنّف فتاتين يوم اختتام عيد العشوش اليهودي، مغتنما وجود الرجال ببيت الصّلاة. وهاجم على متن درّاجة ناريّة المجلس النسائي الموازي راكلا الفتاة الأولى برجله ليسقطها أرضا وهوى على الثانية بعصا بعد ركلها.
لذلك نعتبر هذه الاعتداءات عمليّة ممنهجة تكرّس اضطهادا مفضوحا لمواطنين يهود تدفع نحوها قوّة خفيّة تسعى إلى ترحيلهم من بلادهم.
حول العالم : ماذا كان رد فعل أهالي الجزيرة على هذه التجاوزات؟
ثابت: لاحظنا استياءا لدى سكان الجزيرة من المسلمين الذين عبّروا لنا عن إدانتهم لهذه الممارسات الغريبة وغير المفهومة لديهم، خاصّة تراخي السلطات الرّسميّة في التّعاطي مع هذه المسألة الحسّاسة التي تمسّ الحقوق الأساسيّة لمواطنين تونسيّين.
حول العالم : وكيف تعامل السياسيون مع هذا الموضوع؟
ثابت: سجّلنا انصراف الطّبقة السياسيّة بكلّ مكّوناتها إلى تجاذبات وحرب مواقع وإهمالها للقضايا الأساسيّة لمواطنيها. فالمفروض منهجيّا أن تكون القوى السيّاسيّة منتبهة ومتيقّظة لما يحصل في العمق الاجتماعي لأنّ المجتمع الدّيموقراطي يؤسّس له على مستوى القاعدة الاجتماعيّة ولا يمكن للنّخبة أن تختزله في مواقفها العابرة. حتّى أنّ البعض من المواطنين اليهود في جربة صرّحوا لي بأنّهم سئموا فلكلور الحجّ السيّاسي لبعض الشخصيات السياسيّة لالتقاط صور في بعض المناسبات كأنّنا في محميّة أو نوع مهدّد بالانقراض.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire